الأربعاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٩

مبروك لنجاد وليخسأ الغرب

مبروك للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الفوز المستحق في الانتخابات الإيرانية ، وليخسأ وليخرس الغرب المنافق الأفاق الذي صدع أدمغتنا بالكلام الكاذب عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ولنتذكر هنا بعض الأمثلة في منطقتنا ، والقريبة للأذهان على مثل هذا النفاق (حيث أن هناك قائمة طويلة لبضعة عقود في بلاد مثل تشيلي وإندونيسيا وتركيا وباكستان بل وإيران الشاه أيضا):

فهذه أمريكا تتدخل في الانتخابات اللبنانية الأخيرة وتهدد بقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية الهزيلة إن فازت المعارضة ، والآن تحتفل ومعها باقي دول الغرب بالديمقراطية اللبنانية وبإرادة الشعب اللبناني! وهاهي حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية يتم تجاهلها وحصارها سياسيا واقتصاديا بل وإقصاؤها عن السلطة في الضفة على يد رئيس انتهت شرعيته ولحساب حكومة غير شرعية في رام الله. وهاهي الانتخابات الجزائرية والتي فازت بها جبهة الإنقاذ يتم الانقلاب عليها من طرف طغمة عسكرية فاسدة في ظل تواطؤ ونفاق بل ودعم غربي مقزز ، بل ولا زلت أتذكر وفد وزراء المجموعة الأوروبية وهم يتبادلون الابتسامات مع قادة الانقلاب الدموي الذين اعتقلوا واغتالوا الكثير من قادة الجبهة ، ثم دخلت الجزائر بعدها في نفق دموي مظلم لا تزال تداعياته ماثلة إلى اليوم. وهاهو الدكتاتور العجوز حسني مبارك رجل إسرائيل وأمريكا في مصر - أرض الكنانة سابقا وفسادستان حاليا - يقوم بتزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية على مدار الثمانية وعشرين عاما الماضية والذي يحكم مصر بقانون الطوارئ طوال هذه السنين المشؤومة ، ثم يتم امتداحه أخيرا على يد الرئيس الأمريكي الشاب أوباما كرجل حكيم وكعنصر استقرار في منطقة الشرق الأوسط ، وتكريمه بزيارة كان يحلم بها من سنين لتدعيم حكمه وحكم أسرته الفاسدة!

الآن يدعون - كذبا - تزويرا واسعا فجا للانتخابات الإيرانية والذي قلب النتيجة في هلاوسهم من الثلثين لموسوي إلى الثلثين لنجاد! ربما حدثت بالفعل بعض التجاوزات والتي تحدث مثلها في العديد من الدول الديمقراطية بما فيها أمريكا ذاتها - التي تسمي نفسها قائدة العالم الحر ؛ وكلنا يتذكر الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها بوش الابن - في رئاسته الأولى - بفارق بضع مئات من الأصوات مشكوك في صحتها وبحكم من المحكمة الدستورية! وقتها لم تحتج دول المجموعة الأوروبية أو تدس أنفها في الشأن الأمريكي مع أن الفارق كما ذكرنا كان بضع مئات وليس عدة ملايين من الأصوات كما في حالة إيران!

أنا كعربي ومسلم - بالرغم من اختلافي مع السياسة الإيرانية في العراق تحديدا - إلا أنني سعيد بفوز نجاد لعدة أسباب: منها أنه نجح بأصوات الفقراء من الشعب الإيراني - كما أشار إلى ذلك فهمي هويدي في مقاله الأخير بالجزيرة - حيث أنه منهم ولهم ، على عكس أصحاب النفوذ والمصالح من أمثال رفسنجاني. ومنها أن هذا الرجل - المتواضع مع شعبه - هو القادر على التصدي للهيمنة والازدواجية الغربية في التعامل مع بلده سواء فيما يخص المشروع النووي أو مناهضة الهيمنة الصهيونية على منطقتنا المنكوبة بحكام ضعاف ومتخاذلين ، والذين وصل بعضهم لدرجة العمالة الصريحة بلا أي مواربة أو حياء.

أخيرا وليس آخرا لنا رجاء واحد من الغرب وزعيمته أمريكا إن كانوا - كما يدعون كذبا - حريصين على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لكل الشعوب هو أن يتوقفوا عن دعم الأنظمة القمعية الفاسدة في بلادنا وتغطية عوراتها بل ودعمها سياسيا واقتصاديا وأمنيا وليتركوا شعوبنا في حالها وهي كفيلة بالباقي. وقتها فقط سنصدقهم ونحترمهم ونكون أصدقاء وشركاء متساوين في الحقوق والواجبات - كما بشر المنتظر (أوباما) في خطابه العاطفي الأخير.

الأربعاء، ٣ يونيو ٢٠٠٩

برافو قنديل

المنسق العام لحركة كفاية فى مؤتمر صحفي:خطاب أوباما جرعة تنفس صناعي لنظام مبارك المأزوم لتأخير إعلان وفاته

http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/6/447438.htm
(ويأتي هذا الموقف من جانب الحركة فى وقت تلقى فيه قنديل دعوة من رئاسة الجمهورية لحضور خطاب أوباما ، وأوضح خلال المؤتمر انه رفض الدعوة لأنه "سيصبح قطعة ديكور مما قد يترك انطباع خاطئ بان النظام حريص على مشاركة معارضيه".)

الخبر أيضا منشور على موقع الجزيرة مع صورة لدعوة الحضور:
http://aljazeera.net/NR/exeres/C7C74474-BB5D-4183-9458-02FF65FBEF4B.htm

في رأيي أن ما فعله الدكتور عبد الحليم قنديل أبلغ ألف مرة من عشرات الخطب والمقالات والمناشدات والاستجداءات.