الأحد، ٢٧ فبراير ٢٠١١

مصر تخاف على مولودها

مصر كانت تمر بمرحلة مخاض عسير استمر عدة سنوات في نهايتها وضعت مولودها العزيز (الثورة). كان شبابها بمثابة الطبيب/الجراح وبمشاركة كل شرائح الشعب المخلصة في أعمال التمريض داخل غرفة العمليات. المولود غير كامل النمو بعد وما زال تحت الرعاية المركزة من الطبيب الحاذق ومن ورائه باقي فريق الولادة. نتمنى للمولود العزيز أن يتعافى حتى يستنشق نسيم الحرية ويتخلص من الهواء الملوث الذي ما زال يسبب له ضيقا في التنفس ويعيقه عن أن يتستمتع بحضن أمه الدافئ والتي عانت كثيرا حتى خرج إلى الحياة.

(إبراهيم المهندس)

الخميس، ٣ فبراير ٢٠١١

من أجل مستقبل مصر

يا شباب مصر وفتياتها. يا رجالها ونساءها. يا مثقفيها وحرفييها وطلابها وعمالها وفلاحيها وقضاتها. يا كل مصر صغارا وكبارا.

اليوم يومكم. اليوم يوم الصمود والتحرير بإذن الله من الطاغية وأعوانه. إذا دعاكم البعض مستغلا قلبكم الطيب إلى تصديق أكاذيب الطاغية والذي يريد زرع الشقاق بينكم. والذي ما زال يلعب لعبته الخبيثة من تخييركم بين الاستقرار أو الفوضى. من فضلكم لا تصدقوه.

لقد أدمن الكذب عليكم وكل ما يوده هو أن يشتري المزيد من الوقت الذي يحتاجه حتى يتحين فرصته كالأفعى للانقضاض عليكم وبشراسة وقسوة. إما أن تصمدوا وتقضوا عليه وإما بتراجعكم لا سمح الله تعطونه الفرصة التي يحلم بها كي يدبر أمره.

تذكروا شهداءكم الذين ماتوا في الثلاثين عاما الماضية. شهداء العبارات الغارقة والقطارات المحترقة والبيوت التي تهدمت فوق رؤوس أهلها والذين ماتوا من أحبائكم في حوادث الطرق المهملة والغير آمنة. تذكروا مرضى الفشل الكلوي والكبدي والسرطانات نتيجة تسميم غذائكم ومياهكم. تذكروا شهداء التعذيب والقهر والبلطجة. تذكروا آدميتكم المنتهكة وكيف أصبحتم غرباء في بلادكم يتفرج عليكم السياح الزائرون كما الحيوانات في حديقة حيوان مفتوحة. تذكروا شبابكم العواطل وفتياتكم العوانس. تذكروا ثرواتكم الطبيعية الموهوبة بالمجان لأعدائكم في الوقت الذي لا تجدونها لأنفسكم. تذكروا أنكم لم تستطيعوا (قبل انتفاضتكم في الخامس والعشرين من يناير) أن ترفعوا رؤوسكم أمام إخوانكم العرب. تذكروا أن العالم كله لم يقدركم ويحترمكم قبل هذا اليوم المبارك.

من فضلكم لا تتراجعوا ولا يدبن اليأس في قلوبكم. اصبروا وصابروا ورابطوا. إما أن تنتفضوا اليوم أو تصمتوا إلى الأبد. إن صمتم لا قدر الله فسترون ذلا لم تروه قط. عندها سيتوحش هذا الفاجر عليكم بزبانيته لأنه سيكون كالنمر الجريح ، يضرب الجميع ولا يرحم أحدا. لا تأمنوا هذا الخائن الغادر الخسيس. هل رأيتم خائنا يؤتمن أو غادرا يفي بعهده أو خسيسا ينقلب شريفا.

تذكروا عندما قال أنه لن يحكم أكثر من فترتين. تذكروا عندما قال أن الكفن ليس له جيوب. تذكروا عندما قال في كل الانتخابات والاستفتاءات أنها شريفة ونزيهة حتى كاد أن يفقدكم معنى النزاهة والشرف في نفوسكم. فلماذا بعد ثلاثة عقود من الكذب والغدر تصدقون أنه سيتنازل بعد تسعة أشهر أو أنه سيبيض ما سوده من دستور بلادكم. من فضلكم لا تنخدعوا لا تنخدعوا لا تنخدعوا.

اخرجوا جميعا على قلب رجل واحد وتأكدوا أنه رغم جبروته فإنه يرتعد منكم. لقد منعه غروره وأعمته غطرسته أن يرى نهايته الحتمية وما زال يلعب على زرع الفتنة والشقاق بينكم ، مرة عن طريق الترغيب وأخرى عن طريق الترهيب. اصمدوا والدنيا كلها معكم تشاهدكم وتعجب بكم ، وقلوب الشرفاء وأحرار العالم كلها معكم. اكتبوا التاريخ في هذا اليوم المبارك. اصنعوا غدا مشرقا لأبنائكم وأحفادكم بل وأنفسكم - حتى من كان منكم على فراش الموت - فستكفيكم العزة والكرامة والحرية.

صدقوني أن قلاعا كثيرة للطغيان في العالم كله من أول عالمنا العربي وحتى أركان الأرض الأربعة ستنهار حين ترى نجاح ثورتكم. لستم أقل من الشعوب الحرة التي سطرت التاريخ بدمائها. يا أقدم شعب في التاريخ ويا أصحاب حضارة عمرها سبعة آلاف عام. امضوا على بركة الله دمروا قلاع الطغيان. الله معكم ولن يتركم أعمالكم.

إبراهيم المهندس