الثلاثاء، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٩

هل هناك جينات للعنصرية؟

لا أدري لماذا الغربيون عامة والأمريكيون خاصة متحاملون على العرب والمسلمين. ولماذا الأمريكيون خصوصا عندهم إحساس عال (هو الأعلى بين كل شعوب الأرض) بالغطرسة والشوفينية (التعصب القومي) والهوس الديني. فمع كل حادث فردي يقوم به مسلم (أو عربي) تنتابهم حالة من الكراهية الزائدة ضدنا ، مع كل ملمح شرق أوسطي ومع كل قطعة قماش على رأس امرأة مسلمة تنتابهم (وتنتابهن) حالة من التشنج!

أود هنا أن أسأل عدة أسئلة مفتوحة لا أدري لها إجابة علمية أو منطقية حتى الآن:
  • لماذا يجب على كل مسلم وعلى كل مؤسسة إسلامية تقديم الاعتذارات والإدانة الشديدة لكل حادث عنف سواء في أمريكا أو خارجها ، بغض النظر عن الدوافع أو الأسباب أو الخلفيات أو الحالة النفسية أو الاجتماعية لمرتكب أو مرتكبي الواقعة

  • لماذا الأصل فينا كمسلمين أو كعرب أننا إرهابيون أو متعصبون إلى أن يثبت العكس (ولن يثبت أبدا)

  • لماذا عندما يتهم أحدنا بمصيبة تسارع وسائل الإعلام لذكر الديانة والبحث (المفبرك) عن أي علاقة بالقاعدة. على سبيل المثال الصلاة في نفس المسجد الذي كان يصلي فيه أحد المتهمين (حقيقة أو ادعاء) أو أنك يوما ما تحدثت حديثا عابرا مع هذا الشخص أو ذاك

  • لماذا التعصب اليهودي والمسيحي ليس مشكلة بينما مجرد الانتماء للإسلام هو أصل المشاكل

  • لماذا كونك مولودا في دولة إسلامية (وبالتالي كل دولة عربية) أو نشأ فيها والداك أو أحدهما يجعلك مصدر اشتباه ومراقبة دائمة حتى يثبت العكس (إن كان ذلك ممكنا أصلا)

  • لماذا قتل مليون ونصف المليون عراقي مجرد خطأ غير مقصود (لأن النوايا كما يدعون كانت حسنة) وبالتالي لا يترتب على ذلك أي عواقب أخلاقية كانت أو مادية

  • لماذا تشريد شعب بأكمله وتحويله إلى لاجئين داخل وخارج بلده (الشعب الفلسطيني) هو عمل نبيل يدعمه رب أحمق عنصري (سواء كان يهوه أو يسوع)

  • لماذا رغم كل فضائح وفظائع الجيش الأمريكي في أبو غريب وباغرام وجوانتانامو والفالوجة وحديثة وغيرها من بلاد العرب والمسلمين يظل هذا الجيش مصدرا للفخر ورمزا للبطولة والوطنية (الشوفينية) ومستحقا للدعم المطلق غير المشروط ، كذلك نفس الشيء ينطبق على جيش (الدفاع) الصهيوني

  • عندما يرفع المسلم أو العربي السلاح (خصوصا في وجه الأمريكي) دفاعا عن بلده أو بيته أو عرضه ، أو ثأرا ممن دمر حياته وحطم بلاده وحرمه ممن يحبهم لماذا يعتبر إرهابيا وفي أحسن الأحوال متمردا

  • لماذا امتلاك أي دولة عربية أو إسلامية لأسلحة دفاعية متطورة يمثل خطرا على السلام والأمن العالمي (فما بالك بامتلاك أسلحة الدمار الشامل التي تم تدمير العراق بأكذوبة امتلاكها)

  • لماذا عندما تقتل مسلمة بصورة وحشية على يد مهووس متطرف يتم التهوين من الأمر ونفي الدوافع العنصرية والدينية ، ويتم تجاهل الأمر في وسائل الإعلام لأيام عدة حتى تفوح رائحة الانحياز والعنصرية النتنة وعندها فقط يكتبون ليداروا فضيحتهم

  • لماذا يدخل الأمريكان بلادنا من غير تأشيرات (أو الحصول المضمون عليها في المطار) كما يحصلون على أفضل الوظائف وبأعلى المرتبات كما يحدث في دول الخليج (حتى ولو كانوا كفتجية أو يحملون شهادات مزورة). على الجانب الآخر (في أمريكا) فنحن دائما مشتبهون ومراقبون ومشكوك دائما في انتماء من يحمل الجنسية منا حتى لو كان مولودا في البلد أو حتى كان أمريكيا صرفا اعتنق الإسلام

  • لماذا يدعون أن الإسلام انتشر بالسيف بينما هم يتجاهلون (عمدا أو جهلا وغباء) التاريخ الأسود للمسيحية من أول يوم انتشرت فيه. بداية من تحطيم الأديان الأخرى التي تم وصمها بالوثنية في مصر واليونان وكافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية وتخيير كل أتباع الإمبراطورية ما بين القتل والاضطهاد أو اعتناق المسيحية (على مذهب الإمبراطور قسطنطين). مرورا بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت. ثم القضاء على الهنود الحمر كمجموعات بشرية (خصوصا في الولايات المتحدة) ، أو إجبارهم على اعتناق المسيحية وتدمير حضاراتهم القديمة كما في المكسيك والأمريكتين الوسطى والجنوبية. وبالأمس القريب مذابح البوسنة والشيشان (بدعم أو تواطؤ من الكنائس الأرثوذكسية) ، وأخيرا وليس آخرا الحروب الأمريكية الإنجيلية في العالم الإسلامي (العراق وأفغانستان وبالوكالة في فلسطين). مع كل هذا ما زالوا يدعون بصفاقة أن دينهم دين سلام وأن يسوعهم محبة بينما ديننا عنف وإرهاب ونبينا رجل متعصب موتور!

  • لماذا سب الإسلام والتحريض اليومي ضد المسلمين حرية رأي بينما مجرد كشف الجرائم الإسرائيلية هو عين معاداة السامية

  • لماذا عندما يتهم مسلم بشيء ما يتم تجريسه وشرشحته في الصفحات الأولى من الجرائد ومقدمات نشرات الأخبار مصحوبا بعشرات التحليلات من المحللين والخبراء المزعومين (والذين بالمناسبة يحمل الكثير منهم اسم ديفيد David) ، وعندما تتم تبرأة الشخص المسكين الذي تم تلطيخ سمعته يتم تجاهل ذلك تماما أو نشر خبر البراءة بخط صغير في الصفحات الداخلية للصحف أما التليفزيون فانس الموضوع تماما

  • لماذا دائما (ما عدا في حالات قليلة تعد على الأصابع) تصورنا الأفلام الأمريكية خصوصا (والغربية عموما) بصورة سلبية ومنفرة (كإرهابيين أو همج أو متعصبين أو قذرين إلخ)

  • لماذا يتم سب وشتم العرب عندما يحاولون الحصول على سعر أقل بكثير من العادل للبترول وينسبون إليهم الجشع والطمع الذي أدى لارتفاع الأسعار (كما حدث في صيف العام الماضي) بينما السبب المعروف لكل من له ذرة من عقل هو المضاربون في البورصة (speculators)

  • لماذا معدلات العنف في أمريكا هي الأعلى في العالم ، ولماذا يحب الأمريكيون اقتناء السلاح من أول المسدسات اليدوية إلى المدافع الآلية سريعة الطلقات (ولو حاول رئيس كأوباما الحد ولو قليلا من ذلك فمن المؤكد أن نهايته لن تختلف كثيرا عن كنيدي) ، ولماذا أشهر لعبة في أمريكا (كرة القدم الأمريكية) هي لعبة عضلات وضرب وعدد هائل من النقاط وفقط (مجرد ساحة حرب غبية مملة تخلوا من أي فن ومن أي فكر)

  • لماذا يتم التجاهل التام للحضارة الإسلامية وفضلها على نهضة الغرب (باستثناء قلة من الكتاب والعلماء المنصفين والذين هم مجرد نقطة في بحر). عندما تقرأ مقدمة أي علم من العلوم (حتى في بلادنا العربية) تقرأ شيئا كهذا: قام اليونان أو الرومان باكتشاف شيئ ما (مهما كان سخيفا أو تافها) ثم بقدرة قادر بعد ألفي عام من الجهل والظلام (بالمناسبة عمر المسيحية التي يتمسحون فيها الآن بل ويدعي الحمقى منهم في أمريكا وغيرها أن لها علاقة بالعلم) قام الرياضي فلان أو الفيلسوف علان بالبناء على ما بدأه أجداده العباقرة. هكذا بمنتهى الوقاحة تجاهل تام للمسلمين الذين ملأوا هذا الفراغ المظلم (أوروبيا) بالعلم والفلسفة والموسيقى والأدب بل وترجمة تراث الصين والهند والفرس وحتى اليونان (الذين يتمسحون بهم أيضا). حتى المنهج التجريبي الذي استحدثه المسلمون ينسبونه لأنفسهم ، ثم تجاهل مطلق للأصول العربية (لغةً) الإسلامية (حضارةً) لعلوم استحدثناها كالجبر والاجتماع. عموما لسنا نحن فقط ضحية التجهيل فالحضارات القديمة الأخرى (ربما باستثناء الحضارة المصرية) لا تأخذ حقها من الاحترام الذي تستحقه لحساب اليونان والرومان (والأخيرين كانوا في الحقيقة امبراطورية عسكرية لا تكاد تذكر لها إنجازات حضارية باستثناء نشر المسيحية بصورتها الحالية – إن عد هذا إنجازا أصلا - ثم الكونجرس بطبيعة الحال حتى لا يغضب العم سام - وريث روما القديمة).

عموما هذا ما خطر ببالي الآن من أسئلة فالقائمة في الحقيقة تكاد تكون لا نهائية.

في النهاية (كما في البداية) أسأل هل هذه العنصرية وهذا العنف شيئ جيني استقر في الجنس الأبيض من آلاف السنين ، خصوصا أن العنصرية وإن وجدت في شعوب وأجناس أخرى فهي أقل بكثير. وحتى العنف الذي انفجر في العالم الآن (ويشمل ذلك العالم العربي والإسلامي) فقد تم زرعه وتتم رعايته بأياد بيضاء (أي من الجنس الأبيض). أرجو أن يتحفنا العلم يوما ما بإجابة لهذا السؤال الشائك!

وربما أيضا العرب (أعنى عرب اليوم) الذين يعشقون الإهانة ويمنحون الأوسمة والنياشين ويدفعون جزية البترول والغاز (المدعّمين) لمن يكرهونهم كره العمى يستحقون تحليلا جينيا وسيكولوجيا - على شرط أن يكترث العلماء بالاهتمام بذلك موضوع أو بأولئك من بشر!

إبراهيم

الجمعة، ١٣ نوفمبر ٢٠٠٩

في مسألة التوريث

مصر: حسم غير مكتمل لمسألة التوريث

تعليقا على هذا التحليل المنشور على موقع الجزيرة أقول:
لن يتمكن جمال مبارك من حكم بلد بحجم مصر ، وسيرحل سريعا هو وشلة رجال الأعمال عند أول تحد شعبي لحكمه. وإن أصر على الاستمرار رغما عن الناس فسيدفع الثمن باهظا. نتمنى أن يستمع جمال للنصيحة قبل فوات الأوان ويرحل إلى بريطانيا أو الولايات المتحدة ويستمتع بما استولى عليه من مال في حماية ورعاية الغرب.

الأربعاء، ٤ نوفمبر ٢٠٠٩

شكرا لواشنطن...

"شكرا لواشنطن لأنها قصرت كثيرا من عمر الأماني والتمنيات في إدارة أمريكية أكثر إنصافا للفلسطينيين بحيث بات على الجميع مواجهة الحقيقة كما هي وليس كما هي مأمولة. وهنا أستحضر جيدا ما قاله لي الراحل الدكتور إبراهيم أبو اللغد في بيته في رام الله قبل سنوات، فهذا الأستاذ الجامعي الشهير الذي قضى ما يناهز النصف قرن في الولايات المتحدة صديقا ورفيقا للراحل ادوارد سعيد قبل أن يعود للضفة العربية ويدفن أخيرا في يافا يقول: قضينا عمرنا في الولايات المتحدة ونحن نتوسم الخير في كل قادم جديد إلى البيت الأبيض ونرى أنه أفضل من سابقه ونظل نجمع ما نعتبره مؤشرات إيجابية بل ونبحث له عن الأعذار إلى أن نستفيق على أنه مثله مثل غيره إن لم يكن أسوأ. والحبل على الجرار..."

من مقالة محمد كريشان بالقدس العربي شكرا واشنطن